"
كشفت وكالات الأنباء اليوم أن الملياردير البريطانى، المصرى الأصل محمد الفايد باع محلات هارودز الشهيرة بلندن إلى مؤسسة قطر القابضة بصفقة بلغت قيمتها نحو مليار وخمسمائة مليون جنيه إسترلينى، وذلك رغم نفيه مرات عديدة رغبته بالبيع، كما أوضحت مصادر بريطانية أن الفايد اتفق على بيع المؤسسة الواقعة فى غرب لندن، وأن الصفقة أبرمت فى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، ومن المقرر إعلانها رسميا فى غضون الساعات القليلة المقبلة.
وكانت وسائل الإعلام قد تناقلت مؤخرا أخبارا عديدة عن مفاوضات الفايد مع جهات عدة لبيع محلات هارودز كان أبرزها المفاوضات مع الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية، ومع مؤسسة قطر القابضة، ولم ينف الفايد وقتها عروض الشراء وكشف عن عروض من الكويت والسعودية وقطر، ووصفها بأنها مرضية لكنه رفضها، وقال "فهذه ليست محلات (ماركس أند سبنسر) أو (سانسبرى)، بل إنها مكان مميز يمنح الناس السعادة، مضيفاً 'إن هناك مكة واحدة فقط"، وقال الفايد فى تصريحات نقلها موقع اليوم السابع فى تقارير سابقة عن "صنداى تايمز" إنه يخطط للإبقاء على ممتلكاته حتى وفاته وأنه يأمل عند وفاته أن يتم دفنه فى ضريح على سطح متجره فى منطقة نايتسبريدج بلندن، ووصف الفايد هارودز بالنسبة له بالهرم أو الجبل، مشيراً إلى أنها أفضل متاجر فى العالم، وأنه يمضى ساعتين يومياً فى المشى بين أدوار المحال."
وتعتبر الخطوة القطرية إشارة إلى بدء تعافى الاقتصاد القطرى من آثار ألازمة المالية العالمية والبحث عن موارد مالية خارج الإطار النفطى، اذ تقوم قطر القابضة، الذراع الاستثمارى للحكومة القطرية، بالعديد من الصفقات حول العالم وتبدو وكأنها تنفذ خطة قطرية احترازية للإفلات من أى هزات مالية عالمية أو إقليمية مستقبلية، من خلال ربط الاقتصاد القطرى بمجموعة واسعة ومتنوعة من الاستثمارات، خصوصا وأن تقاريرا إيجابية عديدة ظهرت فى الأيام الأخيرة حول الاقتصاد القطرى خصوصا القطاع العقارى، أبرزها تقرير شركة المزايا القابضة والذى كشف بأن السوق العقارية فى دولة قطر بدأت بالتماسك والاستقرار بعد سلسلة من الانخفاضات فى الأسعار والإيجارات خلال الربعين الأخيرين، حيث بدأ النشاط يعود مجددا إلى سوق عقارات التمليك مع عودة الثقة لدى البنوك لمنح الائتمان لغايات شراء العقارات وكذلك استقرار الإيجارات خصوصا فى العقارات والشقق المتوسطة والصغيرة مقارنة بالعقارات الأكبر مثل الفلل والشقق الكبيرة.
ويذكر أن محلات "هارودز" تعتبر من أرقى المتاجر اللندنية، اشتراها الفايد عام 1985 ضمن صفقة قيمتها 578 مليون جنيه استرلينى، وكثرت التوقعات بتخلى الفايد عن ملكية "هارودز" فى عام 2003، بعد إعلانه عن عزمه الإقامة بصفة دائمة فى سويسرا بعد تعرضه لضغوطات من قبل مصلحة الضرائب، كما تبع عملية الشراء خلاف كبير مع الثرى البريطانى داينى رولاند الذى اتهم الفايد بأن الأموال التى اشترى بها المتجر أتت من سلطان بروناى، وقد اضطر السلطان يومها إلى إصدار بيان ينفى فيه ذلك، ولكن أنباء صحفية أوروبية أكدت فى ذلك الحين أن سلطان بروناى هو الذى موّل الصفقة فعلاً، وعندما طلب من الفايد تسليم المتجر أجاب بأنه مستعد لأن يشتريه ويسدد المبلغ إلى سلطان بروناى على دفعات، وقد بادر الملياردير المصرى يومها إلى بيع سلسلة متاجر (هاوس أو فريزر) التابعة لهارودز لتسديد الدفعة الأولى.
وتحدت محلات "هارودز" الركود الذى رافق الأزمة المالية العالمية، مسجلة مبيعات قياسية بلغت 752 مليون جنيه عام حتى يناير 2009، وانخفضت الأرباح قبل الضرائب 15٪ إلى 50.3 مليون جنيه، وذلك يرجع إلى حد كبير إلى برنامج التجديد الذى يتضمن إصلاح واجهة المتجر بقيمة 2.5 مليون جنيه.